افتتحت، اليوم الأربعاء، بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة، فعاليات الدورة الـ 25 للمعرض الدولي للدواجن، المنظم تحت شعار “العنصر البشري، مفتاح تطوير قطاع الدواجن في إفريقيا”، بمشاركة عدد من العارضين ومربي الدواجن المغاربة والأجانب.
وترأس حفل افتتاح هذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، مرفوقا بعامل إقليم الجديدة محمد العطفاوي، ورئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، رشيد بنعلي، ورئيس مجلس الإدارة الجماعية للقرض الفلاحي للمغرب، محمد فكرات، ورئيس الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، يوسف العلوي.
وفي هذا الصدد، أكد السيد البواري، أن سلسلة الدواجن مكنت من تعزيز الأمن الغذائي للمملكة والمساهمة في الاكتفاء الذاتي من حيث اللحوم البيضاء والبيض، مبرزا أن حجم الإنتاج يصل اليوم إلى حوالي 750 ألف طن من اللحوم البيضاء وأكثر من 6 مليارات من البيض.
ونوه الوزير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمجهودات التي يبذلها المهنيون في سبيل الارتقاء بقطاع الدواجن، مشيرا إلى أن الوزارة تراهن على تحقيق إنتاج وطني من الدواجن يصل إلى مليون طن من اللحوم البيضاء و8 مليارات من البيض.
وفي تصريح مماثل، أكد رئيس الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، يوسف العلوي، أن تنظيم المعرض يعكس أهمية قطاع الدواجن وإنتاج البيض باعتباره قطاعا مهيكلا، موضحا أن عددا من الفاعلين استثمروا في القطاع وتمكنوا من تحقيق نسبة استهلاك بلغت 20 كلغ وحوالي 200 بيضة للفرد الواحد سنويا، علما بأن معدل الاستهلاك بإفريقيا لا يتجاوز 3 كلغ.
وأضاف السيد العلوي أن الرهان يرتكز اليوم على عملية تصدير الإنتاج من الدواجن نحو إفريقيا، مشيرا إلى أن نسبة 10 و15 في المئة من الكتاكيت تصدر أسبوعيا نحو العديد من البلدان الإفريقية.
وأشار، في هذا الصدد، إلى مركز تكوين المهنيين بعين جمعة يعمل على تكوين أزيد من 3 آلاف مهني ينحدرون من الكاميرون وغينيا وغانا، مبرزا أن المغرب ينسج علاقات جيدة مع هذه البلدان، إذ تمكن العديد من المستثمرين من الاستثمار في موريتانيا ومالي والسنغال.
وتساهم سلسلة الدواجن المغربية بشكل كبير في الأمن الغذائي للبلاد وتعد رافعة استراتيجية لتعزيز التعاون الفلاحي في أفريقيا.
ويمكن هذا القطاع الاستراتيجي، الذي يحقق رقم معاملات سنوي قدره 41,7 مليار درهم، من خلق حوالي 150 ألف منصب شغل مباشر و350 ألف منصب شغل غير مباشر.
ويستفيد القطاع من تطور مستمر بفضل الجهود المشتركة للدولة والفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، كما يهدف عقد البرنامج 2021-2030، الذي يندرج في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، إلى زيادة إنتاج اللحوم البيضاء إلى 912 ألف طن وإنتاج البيض إلى 7.6 مليار وحدة، فضلا عن خلق حوالي 140 ألف فرصة عمل إضافية، ليصل مجموع 600 ألف منصب شغل.
ويرافق هذه الطموحات برنامج هيكلي لتحديث وحدات تربية الدواجن وتنظيم شبكات التسويق وتطوير مشاريع التجميع وتعزيز سلسلة القيمة من خلال مبادرات في مجالات التحويل والتلفيف وإنتاج أعلاف الدواجن. كما يحظى الجانب الصحي والتقني بالأولوية لضمان مرونة القطاع وقدرته التنافسية.
ويشكل هذا المعرض مناسبة لتسليط الضوء على الدور المحوري للكفاءات البشرية في تعزيز هذا القطاع على المستويين الوطني والقاري، والانفتاح على المحيط الإفريقي لتطوير القطاع ودعم مكانته وتعزيز المنتوج الوطني، وكسب رهان النهوض بالمنافسة لولوج مختلف الأسواق.
كما تروم هذه التظاهرة، التي تشكل محركا حقيقيا لتطوير قطاع الدواجن، تسليط الضوء على مكانة وتوسع هذا القطاع، وكذا التأكيد على دوره الأساسي في توطيد الشراكات الإفريقية وتعزيز نموذج تنمية مندمج مرن وموجه نحو المستقبل.
ومنذ إنشائه سنة 1998، أثبت هذا الحدث مكانته لدى الفاعلين في قطاع الدواجن في شمال وغرب افريقيا. وبمشاركة حوالي 400 عارضا وعلامة تجارية سنويا، يشكل معرض دواجن منصة فريدة لتبادل المعرفة والابتكار وخلق شراكات استراتيجية، الى جانب اضطلاعه بدور رئيسي في مواكبة المهنيين نحو تحديث وتوسيع أنشطتهم.
ويسلط المعرض، الذي يمتد على مساحة 9.470 متر مربع، الضوء على التطورات التي يشهدها القطاع وتشجيع الاستثمارات مع تعزيز الصادرات إلى الأسواق الأفريقية.
عذراً التعليقات مغلقة